اخبار لايف

درع حربي بالمتحف المصري الكبير يعيد اكتشاف الملك توت عنخ آمون (خاص)


من بين آلاف القطع المذهلة التي يضمها المتحف المصري الكبير، برزت قطعة درع الملك توت عنخ آمون الجلدي.

وفتح المتحف أبوابة للجمهور بعد افتتاحه رسميا السبت الماضي، ليتوقف الزوار أمام تلك القطعة الفريدة، التي يرى المؤرخ وكاتب علم المصريات بسام الشماع، أنها تعيد اكتشاف هذا الملك الشاب.

ويقول الشماع إنه ” بعد عقود من الاعتقاد بأن توت عنخ آمون كان ملكا ضعيف البنية، يميل إلى التأمل أكثر من القتال، تكشف تلك القطعة أنه ربما كان محاربا متمرسا خاض غمار المعارك في سنوات حكمه القصيرة”.

ويستند الشماع في رأيه إلى دراسة لباحثين من جامعة نورثهامبتون البريطانية استخدموا فيها تقنية تصوير متطورة تُعرف باسم “التصوير التحويلي للانعكاس”، والتي كشفت عن آثار احتكاك وتآكل على حواف درعه الجلدي تعود إلى أكثر من 3 آلاف عام.

وتعتمد تلك التقنية على التقاط مجموعة من الصور لنفس القطعة الأثرية من زاوية ثابتة، لكن مع تغيير اتجاه الإضاءة في كل صورة، وبعد ذلك، تُدمج هذه الصور باستخدام برنامج متخصص لتوليد صورة تفاعلية رقمية يمكن فيها تحريك الضوء افتراضيا على السطح، وهذا يسمح برؤية أدق التفاصيل مثل آثار الأدوات التي استخدمها الحرفيون القدماء، الخدوش والاحتكاكات، النقوش الباهتة أو الممحوة، وحتى طبقات الترميم أو التآكل التي لا تُرى في الضوء العادي.

الدرع الحربي للملك توت عنخ آمون

ويضيف أن “آثار التآكل الواضحة على حواف قطع الجلد تشير إلى أن الدرع استُخدم فعلاً، وربما ارتداه الملك بنفسه في معارك حقيقية، بما يقلب الصورة النمطية عن توت عنخ آمون كملك ضعيف، ويؤكد أنه كان أكثر نشاطًا وشجاعة مما كنا نتصور”.

الدرع عُثر عليه في مقبرة الفرعون الشاب بوادي الملوك عام 1922، ويُعد من أكثر القطع ندرة في المجموعة الملكية، وخضع لعملية ترميم دقيقة ، ليمنح زوار المتحف المصري الكبير لمحة فريدة عن تكنولوجيا صناعة الجلود في مصر القديمة.

الدرع الحربي للملك توت عنخ آمون

وكان فريق جامعة نورثهامبتون البريطانية، بقيادة الباحثة لوسي سكينر ، قد أجرى تجربة إعادة تصنيع قطع من الجلد بطريقة مشابهة لما استخدمه المصريون القدماء، في مختبرات الجامعة المتخصصة في تكنولوجيا الجلود، في محاولة لفهم الطريقة الغامضة التي صُنعت بها الطبقات الجلدية المتداخلة في الدرع، وهي تقنية لم تُفك أسرارها حتى الآن.

يُذكر أن توت عنخ آمون تولّى الحكم وهو في الثامنة أو التاسعة من عمره، وتوفي بعد عشر سنوات فقط، لكن اكتشاف مقبرته عام 1922 على يد هوارد كارتر جعله أكثر الفراعنة شهرة في العالم. أما درعه الحربي، الذي ظل مطويًا في أعماق المقبرة لآلاف السنين، فقد أصبح اليوم أحد أبرز رموز المعرض الدائم بالمتحف، وشاهداً جديدا على أن الفرعون الذهبي لم يكن مجرد “ملك طفل”، بل ربما كان محاربا حقيقيا.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى