طلاء أبيض يثير عاصفة.. منظمات التراث تقاضي ترامب لحماية «أيزنهاور»

رفعت منظمات معنية بالحفاظ على التراث دعوى قضائية عاجلة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحماية إرث الرئيس الأسبق دوايت أيزنهاور.
وفي وقت سابق قال ألمح ترامب في تصريحات إلى أنه يدرس طلاء مبنى المكتب التنفيذي لآيزنهاور، المجاور للبيت الأبيض، باللون الأبيض بالكامل.
وبحسب صحيفة التايمز البريطانية، يُعد المبنى، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى القرن التاسع عشر، أحد أبرز المواقع المصنّفة كمعلم تاريخي وطني في الولايات المتحدة.
وخلال مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، أوضح ترامب أنه يفكّر بجدية في تغيير مظهر المبنى الضخم الذي يضم نحو 1500 موظف من إدارات الرئاسة ونائب الرئيس ووزارة الخزانة ووزارة الحرب.
ووصف المبنى بأنه كان دائمًا محل جدل، قائلاً: «لطالما اعتُبر مبنى قبيحًا… لكنه في الواقع أحد أجمل المباني التي شُيّدت على الإطلاق». ثم عرض للإعلامية لورا إنغراهام صورًا تخطيطية تُظهر واجهته كاملة مطلية باللون الأبيض، معتبرًا أن «الرمادي لون يرتبط بالمآتم».
ويتميّز مبنى آيزنهاور، الذي اكتمل بناؤه عام 1888، بطرازه المعماري المستوحى من الإمبراطورية الفرنسية الثانية. ومنذ ذلك الحين، أثار جدلًا واسعًا بين المهتمين بالعمارة، حتى أن الكاتب مارك توين وصفه ذات يوم بأنه «أقبح مبنى في أميركا». وفي نهاية القرن الماضي، أعيدت تسميته تكريمًا للرئيس دوايت أيزنهاور.
وتقدّمت “رابطة الحفاظ على تراث العاصمة” وشركة “الشركاء في التراث الثقافي” للمحاماة بطلب إلى محكمة فيدرالية لإصدار أمر طارئ يمنع أي تغيير في لون المبنى قبل استكمال عمليات المراجعة الفنية.
وترى المنظمات أن طلاء المبنى قد يحبس الرطوبة داخل الجدران الغرانيتية، ما قد يؤدي إلى تدهور الواجهة على مدى الزمن.
وقال غريغ ويركهايزر، الشريك المؤسس لشركة المحاماة، في بيان: «هذا المبنى أحد أهم المعالم المعمارية في البلاد. وأي خطوة لتغيير مظهره، خصوصًا خطوة لا رجعة فيها مثل طلاء المبنى بالكامل، يجب أن تمرّ عبر عملية علنية شفافة تشمل خبراء ومتخصصين وتقييمًا كاملًا للمخاطر».
وتأتي هذه الأزمة في ظل سلسلة تغييرات ضخمة يجريها ترامب على البيت الأبيض، حيث أمر ترامب الشهر الماضي بهدم الجناح الشرقي لإفساح المجال أمام بناء قاعة حفلات جديدة تبلغ كلفتها 300 مليون دولار، في خطوة لاقت اعتراضات بسبب تجاهل الدعوات للانتظار حتى اكتمال المراجعات العامة.
وشملت التغييرات أيضًا رصف حديقة الورود بالإسفلت، وتغطية “حمّام لينكولن” بالرخام، وإضافة زخارف ذهبية للمكتب البيضاوي وغرفة الاجتماعات.
برغم ذلك، أعلن ترامب إنه لم يتخذ قرارًا نهائيًا بعد بشأن طلاء مبنى أيزنهاور، مضيفًا: «لا أعرف إن كنت سأقدم على ذلك. أنا أتلقى عروضًا من شركات الطلاء وسنرى».
وفي مقطع آخر من المقابلة، أثار ترامب جدلًا طريفًا عندما بدا أنه يخلط بين البرونز والنحاس الأصفر أثناء حديثه عن لافتة “طريق الشهرة الرئاسي” الجديدة خارج الجناح الغربي، قائلاً: «هذا برونز بسماكة نصف بوصة… وهو نحاس. إنه نحاس خالص. بسماكة نصف بوصة».
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز



