اخبار لايف

عقدة الجغرافيا والتاريخ.. لماذا تتمسك روسيا وأوكرانيا بدونباس؟


عند حدود الشرق الأوكراني، يبرز إقليم دونباس كأرض تتقاطع فيها الجغرافيا مع التاريخ، وتتشكل عندها ملامح مستقبل المنطقة.

ومع اشتداد الصراع بين موسكو وكييف، تحول هذا الإقليم من مركز صناعي نابض إلى نقطة اشتباك إستراتيجية، بوصفه ورقة تفاوضية لا تقل ثقلا عن ساحات القتال نفسها.

فماذا نعرف عن دونباس؟

دونباس منطقة تاريخية تقع في شرق أوكرانيا، على مساحة 55 ألف كيلو متر مربع، أي أكبر من مساحة سويسرا، وتمثل حوالي 9% من إجمالي أراضي أوكرانيا.

الاسم مشتق من كلمتي “دون” والتي تعني النهر، و”باس” التي تشير إلى الحوض، نسبة إلى حوض الفحم الممتد حول نهر دونيتس وسلسلة الجبال المحيطة به، بحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في صحيفة “كييف إندبندنت”.

ويتكون إقليم دونباس من منطقتي دونيتسك ولوغانسك، اللتين أصبحت روسيا تسيطر على نحو 88% من مساحتهما، وفق تحليل معهد دراسات الحروب الأمريكي.

وبحسب المصدر نفسه، سيطرت روسيا تقريبا على كامل لوغانسك ونحو 79% من دونيتسك، ما جعل الإقليم اليوم إحدى أهم نقاط الاشتباك العسكري والسياسي بين البلدين.

لم يبق تحت سيطرة كييف من المنطقة سوى ما يقارب 6600 كيلومتر مربع فقط. ويقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة، نزح منهم نحو مليون ونصف بسبب الحرب.

قلب الصناعة

تُعرف المنطقة بأنها قلب الصناعة وتعدين الفحم في أوكرانيا، ورمز للصناعات الثقيلة في البلاد.

كما أن المنطقة غنية بالمعادن الخام، مثل الليثيوم واليورانيوم والتيتانيوم والمعادن الأرضية النادرة.

ومع ذلك، فإن أجزاء من دونباس زراعية أيضا، حيث تحيط أراض زراعية مترامية الأطراف بمراكزها الصناعية.

وعلى مدار جزء كبير من تاريخ أوكرانيا الحديث، كانت دونباس محركها الاقتصادي.

لكن الحرب غيرت كل شيء. حيث توقف عمل العديد من هذه الشركات جراء القصف، وفرار ملايين السكان المحليين.

أهمية خاصة لزيلينسكي

ولدونباس أيضا أهمية خاصة لدى الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي قاتل جده في الجيش السوفياتي في المنطقة ضد النازيين عام 1943، كما فعل العديد من الأوكرانيين الآخرين.

وفي تصريح سابق له، أكد زيلينسكي على الطبيعة الاستراتيجية لمنطقة دونباس بالنسبة لأوكرانيا، ولخّص الأمر بقوله: “إنها مسألة تتعلق ببقاء بلادنا”.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن دونباس، بوصفها منطقة حدودية يسهل على موسكو إمدادها لوجستيا، تمثل هدفا إستراتيجيا قد يتيح لروسيا ترسيخ نفوذها ودحر الجيش الأوكراني، الأمر الذي سيضعف قدرة كييف على السعي نحو الانضمام لحلف الناتو.

ويكشف مسؤول أوروبي لصحيفة بوليتيكو أن الولايات المتحدة تبحث “كيفية” تعامل كييف مع ملف الأراضي، وسط ضغوط للتوصل إلى اتفاق سريع.

في حين تصر أوكرانيا على تجميد الحرب عند خطوط السيطرة الحالية حيث تحتفظ بنحو 30% من الإقليم.

ورغم ذلك، يؤكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده “ستسيطر على دونباس في كل الأحوال”.

بينما يحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن التخلي عن ما تبقى من دونيتسك، بما يشمل مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، سيمنح موسكو قدرة على التوسع نحو دنيبروبيتروفسك وزابوريزهيا وخاركيف.

وقدّر زيلينسكي في تصريحات سابقة أن “إتمام السيطرة الروسية الكاملة على دونباس قد يستغرق أربع سنوات”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى