اخبار لايف

قمة لواندا.. أوروبا تعيد صياغة حضورها في أفريقيا بـ«خريطة نفوذ»


يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، في العاصمة الأنغولية، على مدار يومين، في إطار عملية إعادة تموضع أوروبية بالقارة السمراء.

القمة التي تجري فعالياتها يومي الإثنين والثلاثاء هي السابعة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وتأتي تحت شعار “تعزيز السلام والازدهار من خلال التعددية الفعالة”.

وتُعقد القمة، التي تصادف الذكرى الخامسة والعشرين للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وكذلك الذكرى الخمسين لاستقلال أنغولا والعديد من البلدان الأفريقية الأخرى، برئاسة مشتركة من رئيس أنغولا، جواو لورينسو، ورئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا.

وعلى مدار اليومين، يشارك القادة في جلستين رئيسيتين لمناقشة سبل تعزيز التعاون في المجالات الرئيسية التالية: السلام والأمن والحكم الرشيد والتعددية، والازدهار والهجرة والتنقل، وهي قضايا تُعد محور استراتيجية أوروبا لإعادة صياغة حضورها في القارة الأفريقية.

ومن المتوقع أن يصدر القادة إعلاناً مشتركاً في ختام القمة.

السلام والأمن

وفيما يتعلق بملف الأمن والسلام، هناك تعاون قوي بالفعل بين الطرفين، إذ أطلق الاتحاد الأوروبي 12 بعثة وعملية مدنية وعسكرية في أفريقيا في إطار السياسة الأمنية والدفاعية المشتركة (CSDP).

وتنتشر بعثات الاتحاد الأوروبي حالياً في: جمهورية أفريقيا الوسطى، وليبيا، ومالي، وموزمبيق، والصومال.

كما يدعم الاتحاد الأوروبي البلدان الأفريقية من خلال مرفق السلام الأوروبي، الذي أُنشئ في مارس/آذار 2021، ويهدف إلى المساعدة في منع النزاعات وبناء السلام والحفاظ عليه وتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد الاتحاد الأوروبي أحد أكبر داعمي برامج بناء القدرات في مجال مكافحة الإرهاب، وغيرها من البرامج التي تهدف إلى منع التطرف العنيف في أفريقيا.

وتواجه عدة دول أفريقية تحديات جمّة تتعلق بمواجهة الإرهاب، خاصة في غرب وشرق القارة، حيث تنتشر جماعات إرهابية عدة وتهدد الأمن والاستقرار والسلام.

وفي خطاب دعوته للقمة، قال أنطونيو كوستا إن شراكة قوية ومتوازنة وتطلعية بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا هي هدفنا في هذه القمة التاريخية.

وتابع: “يظل الاتحاد الأوروبي شريكاً موثوقاً ويمكن التنبؤ به لأفريقيا. معاً، يمكننا مواجهة التحديات العالمية وإتاحة الفرص المشتركة”.

المعادن النادرة

وبحسب تقارير صحفية، من المنتظر أن تُعلن بروكسل خلال القمة التزامها بإعادة ضبط علاقتها الملطخة تاريخياً مع القارة.

ويُعد قطاع المعادن والمواد المعدنية اللازمة في كل شيء، بدءاً من الهواتف الذكية وحتى توربينات الرياح والتطبيقات الدفاعية، من أبرز نقاط النقاش المنتظرة بين الجانبين، إذ يركز التكتل الأوروبي بقوة على هذا الملف.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أرسولا فون دير لاين، قد قالت الشهر الماضي إن الهدف هو “بناء سلاسل قيمة مرنة مع أفريقيا. مع البنية التحتية المحلية، ولكن أيضاً الوظائف المحلية والمهارات المحلية والصناعات المحلية”، في محاولة لجذب دول القارة.

ومع ذلك، تسعى بروكسل جاهدة لدخول أفريقيا من بوابات عدة، لكنها وجدت أن الصين قد سبقتها إلى ذلك، على حد قول مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.

وبحسب المجلة، لا تزال بروكسل تكافح في البلدان الأفريقية من أجل ترسيخ مكانتها كبديل جذاب لبكين، التي حافظت لفترة طويلة على وصول واسع النطاق إلى موارد القارة من خلال استثمارات ضخمة في التعدين والتصنيع والبنية التحتية.

وللدخول إلى مجال المعادن على وجه التحديد، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يطبق التعاون الوثيق مع القادة الأفارقة، إذ قد يكون ذلك فرصته الوحيدة لتأمين الموارد.

إعادة تموضع؟

وبصفة عامة، تستند القمة إلى نتائج الاجتماع الوزاري الأخير بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي الذي عُقد في بروكسل في مايو/أيار 2025، حيث أعاد الوزراء تأكيد التزامهم بتوثيق العلاقات بين القارتين، استرشاداً بالقيم المشتركة والمصالح المتبادلة والرؤية المشتركة للنمو المستدام والاستقرار.

ووفق مراقبين، فإن الاتحاد الأوروبي ينفذ عملية إعادة تموضع في أفريقيا، في إطار تنافس دولي واسع على التقارب مع القارة، بعد أن تعرض نفوذ دول أوروبية مثل فرنسا لصدمات كبيرة في بعض الدول الأفريقية.

وتأسست الشراكة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي رسمياً في عام 2000 خلال القمة الأولى بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي التي عُقدت في القاهرة.

وأتاح الاتفاق السياسي الرسمي بين المنظمتين فرصاً لا تُقدّر بثمن للقارتين لتطوير علاقاتهما الاقتصادية والثقافية والسياسية، وفق التكتل الأوروبي.

وعُقدت القمة الأخيرة (السادسة) بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في 17 و18 فبراير/شباط 2022 في بروكسل، حيث اتفق قادة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي على رؤية مشتركة لشراكة متجددة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى