هزة جديدة في الكريبتو.. بيتكوين يخسر 18 ألف دولار في 30 يوما

شهدت “الكريبتو” يوما مضطربا جديدا مع استمرار تراجع البيتكوين، أكبر عملة رقمية في العالم، والذي هبط دون 90 ألف دولار، في ظل موجة عزوف واسعة عن المخاطر ضربت الأسواق العالمية.
الهبوط القاسي الذي بلغ 5.5% خلال يوم واحد أعاد المخاوف بشأن مستقبل السوق، وأثار تساؤلات حول ديسمبر/كانون الأول الذي لطالما اعتُبر تاريخياً شهراً إيجابياً لعملة البيتكوين، بحسب محطة “بي.إف.إم” التلفزيونية الفرنسية.
تراجع حاد يربك المستثمرين
وانخفضت قيمة البيتكوين إلى 86,162 دولاراً ظهر الإثنين، مسجّلة أكبر خسارة يومية لها منذ قرابة شهر، واقتربت مجدداً من أدنى مستوى لها خلال ثمانية أشهر عند 80,553 دولاراً.
وتأتي هذه الخسائر امتداداً لشهر نوفمبر/تشرين الثاني الذي فقدت خلاله العملة أكثر من 18 ألف دولار، في أكبر تراجع شهري لها بالدولار منذ مايو/أيار 2021.
ورغم أن البيانات التاريخية تظهر عادة أداءً إيجابياً للعملة خلال ديسمبر بنسبة نمو متوسط يبلغ 9.7%، إلا أن غياب المعطيات الموسمية الواضحة بالنسبة لهذا السوق الناشئ يجعل التوقعات أكثر ضبابية.
ارتباط وثيق بالأسواق التقليدية
يرى محللون أن الارتباط بين البيتكوين والبورصات التقليدية بات أكثر وضوحاً، خصوصاً في فترات “مزاج العزوف عن المخاطر”. وتعلّق كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في شركة “إكس تي بي”، بقولها: “البيتكوين يعمل حالياً كمؤشر مبكر لشهية المخاطر، وتراجعه لا ينبئ بخير بالنسبة للأسهم مع بداية الشهر”.
وأضافت أنه لا يوجد سبب مباشر واضح للانخفاض الأخير، لكنها أشارت إلى أن هبوط مؤشر التقلبات VIX الأسبوع الماضي إلى ما دون متوسطه السنوي ربما أثار قلق بعض المستثمرين بشأن توقعات نهاية العام.
انعكاسات هبوط “الكريبتو” على الشركات الكبرى
والهزة التي ضربت سوق الكريبتو لم تتوقف عند حدود العملات الرقمية، بل طالت شركات الاستثمار الكبرى، وعلى رأسها Strategyأكبر شركة مالكة للبيتكوين، التي أعلنت عن خفض توقعاتها للأرباح في 2025، وإنشاء احتياطي مالي بقيمة 1.44 مليار دولار لضمان دفع توزيعات الأرباح، بعد تسجيل هبوط بنحو 8% في سعر سهمها خلال تداولات الإثنين.
وأوضحت الشركة في بيان أن تراجع البيتكوين المستمر يشكل “ضربة قاسية”، خصوصاً بعدما بُنيت توقعاتها السابقة (الصادرة في 30 أكتوبر) على أساس بلوغ البيتكوين مستوى 150 ألف دولار مع نهاية 2024.
ضربة قاسية للشركات
من جانبه، قال الخبير في IG Group، كريس بوتشامب إن “الانهيار المتواصل للبيتكوين كان كارثياً لـStrategy، خاصة مع هبوط السهم إلى أدنى مستوى في عام.”
ورغم أن بعض المستثمرين توقعوا انتعاشاً بعد قاع الأسبوع الماضي، إلا أن موجة البيع الأخيرة زادت من حدة الضغوط على الشركات التي تضم البيتكوين في ميزانياتها.
احتياطي لمواجهة عامين من التقلبات
وأوضح المؤسس والمدير التنفيذي للشركة، مايكل سايلور، أن الاحتياطي الجديد سيغطي عامين من مدفوعات الأرباح ويمنح الشركة “قدرة أفضل على التعامل مع تقلبات السوق قصيرة المدى”.
وتملك Strategy حالياً 650 ألف بيتكوين، أي 3.1% من إجمالي المعروض المستقبلي البالغ 21 مليون وحدة.
وتراجع البيتكوين دون حاجز 90 ألف دولار أعاد التوتر إلى الأسواق المالية، وأظهر هشاشة شهية المخاطر لدى المستثمرين. ومع دخول ديسمبر وسط هذه الرياح السلبية، تبقى الأنظار موجّهة نحو حركة الأسعار القادمة، خاصة في ظل غياب محفّزات إيجابية واضحة تُعيد الثقة إلى سوق العملات الرقمية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز



